على رغم القلة النسبية لعدد الإصابات والوفيات في بوليفيا (عدد سكانها 11.7 مليون نسمة)؛ إلا أن الترويج لأدوية مزيفة لمرض كوفيد-19 ينتشر في هذه الدولة الأمريكية الجنوبية، من قمة هرم السلطة حتى المواطنين العاديين. فقد أقر مجلس الشيوخ البوليفي الثلاثاء الماضي، استخدام منظف سام يسمى كلورين ديوكسايد علاجاً لكوفيد-19، على رغم تحذيرات هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، بل تحذيرات وزارة الصحة البوليفية نفسها! ويصف المروجون للمنظف المذكور بأنه «الحل المعدني المعجزة». وظل محتالون يروجون لهذا المنظف منذ سنوات على شبكة الإنترنت بزعم أنه أفضل علاج للسرطان، والتوحد... وأخيراً لكوفيد-19. وحذرت الهيئات الصحية في أمريكا، وكندا، وآيرلندا من استخدام هذه المادة الكيميائية، لأنها تسبب مضاعفات عدة يمكن أن تفضي إلى الوفاة. وطبقاً للتشريع الذي أقره مجلس الشيوخ، ويتعين أن يقره أيضاً مجلس النواب ورئيس الجمهورية، فإنه سيسمح للصيدليات ببيع هذه المادة القاتلة دون حاجة لإبراز وصفة طبية! وأكدت سفارة بوليفيا في لندن أن وزارة الصحة البوليفية أصدرت تحذيرات عدة، آخرها في يونيو الماضي، من مغبة استخدام هذا المزيج المميت. ويسيطر الحزب اليساري الاشتراكي على مجلسي الشيوخ والنواب. غير أنه لا يستطيع التحكم في رئيسة الدولة اليمينية جينين أنيث. لكنها لا تستطيع بموجب الدستور استخدام حق النقض لإطاحة التشريع. غير أن من حقها إعادته إلى مجلسي البرلمان لإعادة النظر فيه. وقالت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية إنها تلقت بلاغات عدة عن إصابة أشخاص تناولوا هذا المزيج الكيميائي بالقيء، والإسهال الشديد، وانخفاض خطير في ضغط الدم، والفشل الكلوي لدى أشخاص تعاطوا كلورين ديوكسايد. واحتجزت السلطات الأمريكية الأسبوع الماضي ثلاثة أشخاص يقومون بالترويج لهذا المزيج في ولاية فلوريدا.